"أبو هشيمة حيشتغل في الزراعة".. يطلب 110 مليون دولار لتمويل مشروع "مافي" الزراعي
في ظل التوقعات الكبيرة التي أحاطت بمشروع "مافي" لتصنيع الحاصلات الزراعية، والذي أعلن عنه رجل الأعمال الشهير أحمد أبو هشيمة، تبرز الآن تساؤلات حول تمويل المشروع وتوقيت تنفيذه. فبعد مرور عام تقريباً على توقيع العقود الرسمية، يبدو أن المشروع يواجه تحديات كبيرة، خاصة مع طلب أبو هشيمة قرضاً بقيمة 110 مليون دولار من البنوك المحلية لتمويل المرحلة الأولى من المشروع، وهو ما أثار جدلاً واسعاً في أوساط السوشيال ميديا والمال والأعمال.
خلفية المشروع: طموحات ضخمة وتوقعات أكبر
في 27 ديسمبر 2023، شهد مقر مجلس الوزراء المصري توقيع عقود شراكة لإنشاء أكبر مجمع لصناعات الأغذية الزراعية في الشرق الأوسط بمدينة السادات، باستثمارات تصل إلى 300 مليون دولار. المشروع، الذي يحمل اسم "مافي"، يهدف إلى تصنيع وتجفيف وتعبئة الحاصلات الزراعية، مع التركيز على تصدير 80% من إنتاجه إلى الأسواق العالمية. وقد أكد أحمد أبو هشيمة، رئيس مجلس إدارة الشركة، أن المشروع سيخلق 7 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، وسيبدأ تشغيل المرحلة الأولى خلال 18 شهراً .
التحديات المالية: طلب قرض بقيمة 110 مليون دولار
بعد مرور عام تقريباً على الإعلان عن المشروع، لم يتم تنفيذ أي خطوات ملموسة على الأرض، مما أثار تساؤلات حول جدية التوقيت المعلن. وفي خطوة مفاجئة، تقدم أبو هشيمة بطلب للحصول على قرض بقيمة 110 مليون دولار (ما يعادل 5.5 مليار جنيه مصري) من البنوك المحلية لتمويل المرحلة الأولى من المشروع. القرض، الذي تصل مدته إلى 6 سنوات، يعكس وفرة الدولار في البنوك المصرية بعد تحرير سعر الصرف في مارس 2024 .
ردود الفعل: صدمة في أوساط السوشيال ميديا والأعمال
أثار طلب القرض صدمة في أوساط السوشيال ميديا، حيث يعتبر أبو هشيمة أحد أبرز الشخصيات العامة في مصر، والمعروف بـ"CEO السوشيال ميديا" بسبب نشاطه الكبير على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة إنستجرام. الكثيرون اعتبروا أن ثروة أبو هشيمة أكبر من أن يحتاج إلى مثل هذا القرض، بينما رأى آخرون أن الخطوة تعكس تحديًا في تمويل المشروع، خاصة مع العملة الصعبة المستخدمة في القرض .
تفاصيل المشروع: مجمع صناعي ضخم بشراكات عالمية
المشروع، الذي يقام على مساحة 154 ألف متر مربع في مدينة السادات، يضم 5 مصانع متخصصة في تصنيع مركزات البرتقال والطماطم، واستخلاص زيوت الموالح، بالإضافة إلى تجفيف وتجميد الفواكه والخضراوات. وقد تم توقيع العقود مع شركات عالمية مثل "جي بي تي" و"جيا" و"كابنبلانت"، المتخصصة في تكنولوجيا صناعة الأغذية .
من هم اللاعبون في هذه الصفقة؟
1. أحمد أبو هشيمة: رجل أعمال مصري شهير، بدأ حياته كمتدرب في أحد البنوك قبل أن يتحول إلى صناعة الحديد ويؤسس شركة "حديد المصريين". يعرف بنشاطه الكبير على السوشيال ميديا وطموحاته الصناعية الضخمة .
2. لوكا بورديني: مدير عام شركة "جي بي تي" لمنطقة الشرق الأوسط، المتخصصة في تقديم حلول تكنولوجية لصناعة الأغذية.
3. سونيل كومار: الرئيس التنفيذي لشركة "جيا" لمنطقة الشرق الأوسط، المتخصصة في توريد تكنولوجيا معالجة الأغذية .
التساؤلات الخطيرة: هل المشروع في خطر؟
رغم الطموحات الكبيرة التي أحاطت بالمشروع، إلا أن التأخير في التنفيذ وطلب القرض الكبير يثيران تساؤلات حول جدية التمويل والقدرة على الوفاء بالالتزامات. كما أن الاعتماد على العملة الصعبة في تمويل المشروع يزيد من التحديات، خاصة في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية .
التحديات بين الطموح والواقع
مشروع "مافي" يمثل طموحًا كبيرًا لتعزيز الصناعة الزراعية في مصر وزيادة الصادرات، لكن التحديات المالية والتوقيت الضيق يضعان علامات استفهام حول نجاحه. في النهاية، يبقى السؤال: هل سيتمكن أبو هشيمة من تحويل هذا الحلم إلى واقع، أم أن المشروع سيكون مجرد حلقة أخرى في سلسلة المشروعات الوهمية؟